"يانار داغ" أو جبل النار، موقع سياحي قرب العاصمة الأذربيجانية باكو. نيران الجبل ظلت مشتعلة صامدة في وجه الأمطار، الثلوج، والرياح منذ آلاف السنين، وهو ما دفع بالناس قديما إلى الاعتقاد أنها نيران مقدسة، فما قصة هذا الجبل؟

يقع جبل النار بقرية محمدلي في شبه جزيرة أبشرون، التي تبعد بحوالي 27 كيلومترا عن العاصمة باكو. من أجل حماية هذا المعلم ودعم السياحة في المنطقة، تم إنشاء محمية ولاية "يانار داغ" التاريخية والطبيعية بموجب مرسوم رئاسي بتاريخ 2 ماي 2007.

تتضارب الروايات بخصوص تاريخ "يانار داغ"، حيث يشير البعض إلى أن نار الجبل لم تخمد منذ أزيد من 4 آلاف سنة، في حين أن البعض الآخر يتحدث عن سنوات أقل، لكن المتفق عليه أنها "نار مقدسة" وفقا للثقافة السائدة قديما لدى عبدة النار قبل الفتح الإسلامي، حيث استخدم الزرادشتيون المنطقة كأماكن مقدسة لإيمانهم بأن النار هي حلقة وصل بين البشر والعالم الخارق.

لم يستوعب الإنسان القديم أن هذه "النيران الأبدية" المنبعثة من تحت الأرض ناتجة عن تسرب الغاز الطبيعي من الصخور بفعل اختلاف الضغط، لكنها مع السنوات أصبحت عنصرا أساسيا في حياة الأذربيجانيين، حتى أن البلد لقب بأرض النار وتم تشييد أبراج الشعلة الثلاثة بالعاصمة باكو.

ويستعمل الأذربيجانيون رمز شعلة النار في الأفرشة التقليدية الأذربيجانية كالسجاد، كما يحتفلون بإشعال النار في عيد النوروز، وهو تقليد تاريخي للإعلان عن بداية سنة جديدة، حلول فصل الربيع وولادة الطبيعة من جديد بتاريخ 21 مارس، حيث يقوم الناس برقصات مثل القفز فوق النار.

ويعد يوم النوروز أحد أقدس أيام التقويم الزرادشتي القديم، حيث يعتبر الاحتفال بهذا اليوم حدثا سنويا يكرم خلاله التراث المشترك لطرق الحرير وتقاليده وثقافته، المرتبطة بولادة فصل الربيع. يتم الاحتفال به من قبل شعوب ذوي خلفيات دينية وثقافية مختلفة، وقد انتقلت عاداته من جيل إلى جيل على طول طرق الحرير.